ملفات ساخنة

أخي الفاضل مبارك الدويلة

أخي الفاضل مبارك الدويلة

• لكي لا تختلط الأمور ولا يُزوَّر التاريخ.. قبلنا التحدي!
ليس من عادتي الرد على كاتب بالاسم، وإنما غالباً ما أتناول الفكرة أو القضية التي قد يثيرها. لكن ما كتبه الأخ الفاضل مبارك الدويلة في مقاله “أتحداكم”، المنشور في جريدة القبس 9 فبراير، لا يدفع إلى الرد عليه وحسب، وإنما يستوجب الرد، وبالتفصيل، لكي لا تختلط الأمور على القرّاء ولا تُغير حقائق التاريخ بهذه السهولة!
بداية، يرى السيد الفاضل الدويلة أن مصر أقصت “الإخوان” وأعدمت قياداتهم، لكنه لم يتطرق، وبشكل موضوعي، إلى عمليات الاغتيال التي قام بها “الإخوان”، ومنذ فجر نشأتهم في 1928‍!
في 24 فبراير 1945 كان أحمد ماهر متوجهاً إلى مجلس النواب، حين أطلق محمود العيسوي النار عليه وقتله في الحال. لكن، ووفقاً لعادة الكذب المتأصلة في “الإخوان”، اعترف العيسوي بأنه ينتمي إلى الحزب الوطني، ولينفي ذلك في ما بعد الباقوري في كتابه “بقايا ذكريات”، ليثبت انتماء العيسوي لــ “الإخوان”!
ثم توالت عمليات الاغتيالات الإخوانية التي طالت أحمد ماهر رئيس الوزراء، الذي اغتيل في قاعة البرلمان، ثم المستشار القاضي أحمد الخازندار في عام 1948، ويأتي بعده في سلسلة الاغتيالات رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي، الذي اغتيل عند ديوان وزارة الداخلية! ولمعلومات الأخ الفاضل الدويلة، فإن اغتيال القاضي الخازندار قد أدى إلى خلاف بين حسن البنا ومنفّذ العملية، لكونها مفضوحة، حيث كان القاضي الخازندار ينظر- آنذاك – في قضية تخص تورّط جماعة الإخوان في تفجير دار سينما مترو عام 1942. تاريخ الإخوان الدموي حفظته وثائق دار الوثائق القومية في مصر والتي كان الرئيس السابق يسعى إلى “أخونتها”، وبالتالي طمس ذلك التاريخ.
وتوالت الاغتيالات في ما بعد، من حادثة المنشية، التي حاول فيها الإخوان اغتيال جمال عبدالناصر، إلى اغتيال السادات على يد ملازم ينتمي إلى الجناح العسكري لــ “الإخوان”
ثم محاولة اغتيال رفعت المحجوب (رئيس مجلس الشعب) واغتيال فرج فودة. وذبح ونحر 58 سائحاً في 45 دقيقة، في ما يعرف بمذبحة الأقصر، ثم محاولة اغتيال حسني مبارك عام 1995 في أديس أبابا، والتي قتل فيها جميع أفراد حرسه! ومحاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أخيراً، لنصل إلى التصفيات المقززة لأفراد شرطة من قبل “إخوان” الدراجات النارية!
تاريخ الإخوان الدموي يا أخي الفاضل تحفظه مجلدات التاريخ. واختصاره، كما فعلت، في تعنت السلطة لهم وإقصائهم وإعدام قياداتهم فقط، يعتبر تحويراً للتاريخ قد يضلل المتابعين اليوم!
أثار الأخ الدويلة في ما أثار في مقاله مسألة ولاء الإخوان للكويت ومقابلات الشيخ سعود الناصر (رحمه الله) التي دوّن فيها كل ما يؤكد عدم ولائهم، وهو بالمناسبة موثق لدى كل من عاصر تلك الحقبة، وليس سعود الناصر فقط، فمن كلام الإخواني يوسف ندا أن الحل في مشكلة الكويت هو بتشكيل جيش من مختلف الدول المسلمة يحل محل الجيش العراقي، ويشرف على الانتخابات، ومن يربحها يربح الحكم! هذا لا يتعدى جزءاً من رؤية الإخوان لحل مسألة غزو الكويت، ولا يتصور أحد أن إخوان الكويت كانوا بمعزل عن هذه الرؤية، بدليل أن يوسف ندا عقل الإخوان المدبر، قد أشار في حديث له إلى “شخصية” كويتية من الإخوان قد التقت صدام حسين أيام الغزو، بينما كانت دماء الكويتيين تهدر، وأعراضهم وأموالهم تُسلب!
ثم يسترسل الأخ الدويلة في حديثه عن إخوان الكويت، ويتحدى أن يعطيه أحد اسماً واحداً لمسؤول في وزارة، وكيلاً كان أو وزيراً، محسوب على “الإخوان”!
وهذه تصورتها في البداية دعابة أو نكتة من الأخ الدويلة، لأن الدولة ومؤسساتها ووزاراتها محسوبة على الإخوان، بل وتحت لوائهم ورقابتهم، ويكفيهم جمعية المعلمين التي تملي على وزارة التربية توجيهاتها لما يتعلق بالمناهج وطرق التدريس، وغيرها من أمور تربوية، وجمعية المعلمين هي لسان حال الإخوان في الكويت. أما الأرقام الرسمية فتقول إن حوالي ثمانية وزراء إخوان تقلدوا وزارة الأوقاف، و4 وكلاء و23 قيادياً ينشطون لأخونة وزارة التجارة، و87 قيادياً إخوانياً في 10 شركات يتحكمون في التعيينات وتوزيع المناقصات في وزارة النفط، أما المساجد فقد أصبحت مقارَّ انتخابية، والجمعيات التعاونية في قبضة الإخوان وغيرهم من تيارات الإسلام السياسي، ناهيك عن هيمنتهم على الوعي والعقل الشبابي من خلال امتلاكهم اتحاد الطلبة لأكثر من 38 عاماً!
أخي الفاضل مبارك الدويلة، لا أعترض إطلاقاً على تمسكك بالدفاع عن تيارك، فجميعنا ننتمي إلى فكر نسعى إلى تعزيزه ونشره دائماً، لكنني أعترض- وبشدة – على طرحك غير الموضوعي للتاريخ المدون، فأمانة الكلمة يا أخي الفاضل هي التي تدفعني أنا وأنت للكتابة، إلا إذا كان الأمر مختلفاً في حالة قلمك!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى