زلة الشيخ النجيمي!

زلة الشيخ النجيمي!
لا يعلم أحد بعد موقف تيارات الإسلام السياسي والمتأبطين حق “الدعوة” من الظواهر السلبية التي تجلت في مواقف بعض رجال الدين الذين أصبحوا يرجمون المجتمع بفتاوى غريبة خارجة على الدين والشريعة، ولا مرجعية تذكر لها في أي من المراجع والرموز الدينية المعتمدة!
فبعد فتوى “البوي فرند” ورضاعة الكبير، وفتوى الاختلاط، وقيادة المرأة للسيارة، وجواز قتل المطربين والمطربات، وإقامة الحد على أصحاب الفضائيات، وغير ذلك من فتاوى سلبية أضرت بالإسلام كمنهج وشريعة، وبالمسلمين كشعوب مسالمة، بعد كل هذه الفتاوى، يأتي زمن حنث بعض رجال الدين، وارتكابهم المعصيات والكبائر برجمهم المحصنين والمحصنات، واتهام الآخرين زوراً بأعراضهم، وكما جاء في اتهام أحدهم لإحدى الأسر الكويتية بإقامة حفل للمثليين والذي اتضح فيما بعد أنه كان اتهاماً عارياً عن الصحة، ولا ننسى أيضاً القذف والاتهام اللذين وجها إلى الضابط والضابطة زوراً وبهتاناً!
لكن ما جاء في حديث الشيخ محمد النجيمي تعدى كل المألوف!
فالشيخ محمد النجيمي الذي حضر وشارك في ندوة نسائية في الكويت، عاد وأنكر ذلك كله في لقاء تلفزيوني بثته قناة “سكوب”، بل واتهم بعض النساء الحاضرات بأنهن خارجات على الفضيلة، بمعنى آخر أن الشيخ النجيمي الذي يعلم الفقه وأصول الدين تجاوز كليهما حين بدّل في أقواله بشكل كان هزلياً أحياناً! قد يكون الشيخ النجيمي قد فعل ما فعل على اعتبار أن الضرورة تبيح المحرمات، وأنه أراد أن يحمي نفسه بعد أن ووجه بالانتقاد إثر عودته إلى السعودية وبأنه رضي أن يجالس نساء غير متحجبات، فكان أن أنكر جلوسه بينهن على الرغم من أن كل ذلك مسجل وموثق!
لا أتصور أن هنالك ظواهر سلبية أكبر من ظاهرة الالتفاف على الحقائق في سبيل تأمين المصلحة الذاتية، ولا أقوى من ظاهرة رمي الآخرين وقذفهم بما ليس فيهم، خصوصاً إذا ما صدر ذلك عن دعاة يفترض فيهم أن يعكسوا وجه العقيدة الصحيح، ويعبروا ويرغبوا في الدين لا أن ينفروا منه!
لجنة الظواهر السلبية ودعاة محاربة المظاهر الدخيلة على الإسلام، أمامهم واجب إن كانت نواياهم صادقة، أن يحاربوا مثل هذا التحايل على الدين، وأن يثقفوا الدعاة بمبادئ الإسلام السامية، أو على أقل تقدير أن يشجبوا خروج بعض الدعاة على منهاج الدعوة، ولو بمقال ناقد في الصحافة لزلّة الشيخ النجيمي وخطئه!
