الحليف السوري المعتدل!

الحليف السوري المعتدل!
استعرض العديد من الكُتاب والنقاد والمتابعين خطاباً للرئيس الأمريكي أوباما كان قد ألقاه في الشهر الماضي في كلية ويست بوينت العسكرية، وتناول فيه الشأن السوري بشكل رأى فيه هؤلاء المتابعون أنه يشكل رؤية ونهجا أمريكياً جديداً في إدارة شؤون وقضايا المنطقة، وعلى وجه الخصوص بالطبع الأزمة في سوريا.
النقطة التي توقف عندها هؤلاء المعلقون كانت في الجملة التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي، والتي قال فيها “إن الدعم الأمريكي لسوريا سيكون بهدف مساعدة معارضة مسلحة معتدلة في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد وخصومهم المتطرفين، وإنه سيسمح لوزارة الدفاع الأمريكية بتدريب هؤلاء المقاتلين السوريين (المعتدلين)”.
الاستعدادات لخلق هذا الحليف الجديد أو “الطرف المعتدل” بدأت بالفعل ومنذ فترة، حيث تجري القوات الأمريكية تدريبات عسكرية مشتركة مع جيوش دول المنطقة في صحراء الأردن. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل من تابع خطاب أوباما في كلية ويست بوينت العسكرية، حول هوية هذا الحليف السوري المعتدل، ومن الذي سيقرر درجة اعتداله، وبأي اتجاه يا ترى سيكون هذا الاعتدال؟!
للولايات المتحدة تجارب مشابهة في خلق “الحليف المعتدل” الذي عادة ما يؤدي مهامها من دون أن يتكبَّد الجيش الأمريكي قتيلاً أو جريحاً واحداً.
فعلتها أمريكا في الثمانينيات في أمريكا اللاتينية، وبالتحديد في نيكاراغوا، حين اضطر الأمريكيون إلى التخلي عن دميتهم الرئيس الفاسد “سوموزا“، بعد أن أصبح الدفاع عنه مستحيلاً، وبدأت في مناوشات سياسية تهدف إلى تشكيل “الاختيار الحر” للشعب النيكاراغوي، لكي يتفق مع شروطها، أو حين ينصاع الشعب لأوامر أمريكا.
خيارات سوريا، للأسف، ليست مفتوحة، في ظل ممارسات الولايات المتحدة المشبوهة، والشعب أصبح مُخيراً بين حرب أهلية طاحنة، أو عودة للهيمنة الغربية باسم ديمقراطية الحليف السوري المعتدل.

