الأدب والثقافة والفنقضايا الوطن

حين يتذكر الحكيم!

حين يتذكر الحكيم!

ليس جديداً على الإطلاق هجوم بعض الأقلام على حكيم الكويت، الدكتور أحمد الخطيب، فلقد عهدنا من تلك الأقلام مثل هذه الحساسية المفرطة تجاه الحكيم ونهجه وطرحه، لكن أن تتمادى تلك الأقلام في إثارة المهاترات والنقاشات العقيمة بهدف تشويه مسيرة الدكتور الخطيب وتزوير دوره الرائد في الحركة الوطنية، سواء على مستوى الكويت أو العالم العربي، فذلك أمر مرفوض ويُسيء إلى الكويت قبل الدكتور الخطيب!
لم يدعِ الدكتور، سواء في الجزء الأول أو الثاني من كتابه، أنه يملك الحقيقة الوحيدة، أو أنه يدون تاريخ الكويت في كتابه، وإنما يعد، وكما كرر في أكثر من مرة، أن آراءه وذكرياته تبقى في نهاية الأمر معبرة عن تجربته الشخصية في العمل الوطني عبر عقود طويلة من الزمن، وأن من حق أي شخص أن يختلف معها أو يتفق! وكم كان مخطئاً هنا في تصوره، فما حدث قد أكد من جديد أننا، وبكل أسف، لا نزال نجهل مفردات الحوار الموضوعي والعقلاني، وأن الاختلاف في وجهات النظر لا يكون بالنسبة للكثيرين إلا بالقذف والتجريح والخروج عن أدب الكلمة!
لم يكن الحكيم في كتابه ــ بجزأيه ــ مدوناً للتاريخ، وإنما كان راوياً لأحداث عاصرها وعاشها، كان يتذكر تلك الأحداث، ولم يدعِ أنه يوثقها، وكان يأمل أن تؤدي مثل تلك الذكريات إلى حوار صحي يكون داعماً لمسيرة العمل الوطني، ومثرياً للعملية السياسية!
كأي كتاب، حوى كتاب الدكتور الخطيب بعض الملاحظات الجديرة بالإشارة، وكنت أتمنى لو أن واحداً من تلك الأقلام التي تدعي الوطنية، قد أشار إليها لتعم الفائدة، ويتحقق النقد البناء والموضوعي، لكن الهدف كما، تشير التفاصيل في ما بعد، لم يكن تصحيح روايات الدكتور ولا رؤاه الشخصية، وإنما كانت تلك الأقلام تهدف في الدرجة الأولى إلى التشكيك في مصداقية حكيم الكويت، وفي إسهاماته ودوره الرائد في مسيرة العمل الوطني، ومعركة الإصلاح السياسي التي لم ينقطع دور الدكتور الخطيب فيها، حتى بعد اعتزاله العمل السياسي!
لكن، على الرغم من كل الأقلام الزائفة التي أعلنت حرباً على الدكتور الحكيم، تبقى مسيرته الوطنية ودوره الرائد وإخلاصه لهذه الأرض وأهلها راسخة في يقين شابات وشباب الكويت، الذين أبدعت مدوناتهم في الذود عن الحقيقة، وحسناً فعل الدكتور الخطيب بإهدائه كتابه إلى شابات وشبان الكويت الذين يحلمون بمستقبل مشرق للكويت يعيد دورها الرائد في محيطها، كي تنضم إلى عالم المعرفة والعلم الذي لا مكان فيه للمتخلفين! هؤلاء الشباب والشابات الذين لم تلوثهم آلة النفاق والدجل والكذب التي أصبحت وبكل أسف مهنة للبعض، أقلاماً كانوا أم أبواقاً! هؤلاء الشباب الذين سيجدون في ذكريات الدكتور الخطيب ونهجه وسلوكه السياسي بارقة أمل تعدهم بمستقبل أكثر إشراقة وأمل!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى