الأدب والثقافة والفنقضايا الوطن

في كويتنا.. سينما!

في كويتنا.. سينما!

نخوض اليوم الانتخابات بالعقلية نفسها، والشعارات نفسها، والخطب الحماسية نفسها.. لم يتغير شيء، اللهم إلا هذا الانحدار المخيف في لغة الحوار وأدوات التنافس التي تخلو من أدنى درجات المهنية والموضوعية.
الجميع يتحدث عن الإصلاح، لكن لا أحد يضع تصوراً لماهية الإصلاح، والكل يحارب الفساد، ويشتم الفاسدين، ويطلق وعوداً لمحاربة الفساد ومكافحته، لكن من دون آلية تذكر. أمّا التنمية، فقد أصبحت العنوان الرئيسي في ندوات المرشحين، لكن لا أحد يضع تصوراً للتنمية، ولا حتى تعريفاً لها!
أخيراً، جمعني لقاء مع مجموعة من المخرجين والسينمائيين الشباب، تناولوا فيه مشاكلهم وطبيعة المعوقات التي تواجههم، والأسباب التي تجعلهم يلجأون إلى دول أخرى لصناعة أفلامهم! المشكلة كالعادة، سواء من هؤلاء السينمائيين الشباب أو غيرهم، تعود إلى غياب رؤية لكيفية تنظيم مثل هذا الجانب من الإبداع الفني!
كنت أتمنى لو أن أحداً من المرشحين تبنى قضايا شبابية كهذه أو غيرها.. تبناها بشكل مباشر وليس كعود في حزمة الإصلاح الموعود! قضايا الإسكان ورؤية الشباب لها، وقضايا التعليم والاقتصاد والبيئة وغيرها، أصبحت قضايا يتعاطاها الشباب في تجمعاتهم، بل وانشأوا لها جمعيات نشطة تتحرك وفق رؤية وبرنامج. الإصلاح كلمة مطاطة قد تشمل كل شيء وقد لا تشمل شيئاً، ومحاربة الفساد شعار أثبتت كل القضايا أنه وباء يحتاج إلى جهة أكبر من المرشح، وأقوى نفوذاً من النائب. ومع ذلك، فإن أغلب المرشحين مصرون على اللعب بمفردات ساخنة كالفساد والتنمية والإصلاح، من دون تحديد جهة انطلاق معينة يمكن تدشين بداية ناجحة منها!
أعود إلى الشباب السينمائيين وأقول لماذا لا يتبنى أحد المرشحين قضايا حية وملموسة كهذه، خصوصاً في ظل تاريخ السينما الكويتي الذي أخرج إبداعات تعود إلى عام 1939 حين تم إنتاج أول فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ وملامح البيئة الاجتماعية في الكويت، ليتبع ذلك فيلم تسجيلي في عام 1946 لمحمد قبازرد، وذلك قبل أن يتأسس قسم السينما والتصوير في دائرة المعارف عام 1950، ويتبعه تأسيس شركة السينما في عام 1954.
تاريخ السينما الكويتية حافل بالإنجازات من فيلم “العاصفة” لمحمد السنعوسي، إلى فيلم “الصقر” لخالد الصديق، ثم “بس يا بحر” و”عرس الزين” و”شاهين”، والقائمة تطول.
الكويت ولادة كما نقول، والشباب تميزوا بمهارات وإبداعات مختلفة، لكن العثرات كبيرة، والقرارات شحيحة، وبما أننا خطونا خطوة جبارة في افتتاح دار الأوبرا، ومن قبلها مسرح “عبدالحسين عبدالرضا”، فإننا نأمل أن يتبنى أحد المخلصين قضية السينمائيين الكويتيين كقضية حية في ملف الإصلاح، خصوصاً أن الفن والمسرح والسينما تعتبر مرآة لنهضة المجتمع وتفوقه.

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى