ملفات ساخنة

إهدار دم نايف المطوع!

[جريدة القبس 8/7/2014]

• فتاوى إهدار دم المفكرين تعني أننا نخشى الاختلاف ونهاب الكلمة.
أكاد أجزم بأن “القاعدة” و”داعش” ومعهما مجموعة من الأصوليين التويتريين لم يقرأوا بل يجهلون حقيقة الأعمال الإبداعية للمبدع نايف المطوع!
الجهل وحده كان حاضراً في فتوى داعش الداعية إلى إهدار دم نايف، وهو المتخصص في علم النفس السريري الذي أبدع في كتابته وإنتاجه لمشروع مجموعة الـ99 الأبطال، وهو العمل الذي خضع مسبقاً لفحص عقلاني من قبل علماء في الشريعة رأوا فيه إبداعاً وتعزيزاً لقيم الإسلام المثالية، ولم يجدوا فيه إطلاقاً أي إساءة للدين الإسلامي.
وعلى الرغم من التكريم الذي حصل عليه نايف المطوع من مؤسسات كثيرة، بل من الرئيس الأمريكي نفسه، فإن بعض الجهلة رأوا في تكريمه هذا تطرفاً ماسونياً وزندقة وانتماء صهيونياً!
أعمال نايف المطوع لا تحتاج إلى شهادتنا هنا، فقد تم تقديرها، كما ذكرت سابقاً، من مؤسسات إعلامية وتربوية وسياسية، ولكونها أعمالاً قد نجحت في تغيير الصورة النمطية للشخصية الإسلامية التي كان الإعلام الغربي يصورها بشكل نمطي خاطئ، على أنها شخصية شريرة، إلى صورة محببة وطيبة ومتسامحة تعكس حقيقة الثقافة والفكر الإسلاميين الصحيحين وغير المسيسين!
قضية فتاوى هدر الدم والقتل ليست بجديدة، فقد مارسها الإسلام الأصولي مع الكثير من المبدعين، وحيث سبق وأن أهدر دم رائد الأدب العربي طه حسين على كتابه “في الشعر الجاهلي”، ومن بعده جاءت فتوى هدر دم الحائز جائزة نوبل للآداب، الأديب نجيب محفوظ على روايته “أولاد حارتنا”، كما تم اغتيال المفكر فرج فودة على كتابه “الحقيقة الغائبة”، ونال الفيلسوف والمفكر نصر حامد أبو زيد ما ناله من أذى وإقصاء وتفريق بينه وبين زوجته بسبب إصداراته الثرية فكرياً وتاريخياً!
وعلى الرغم من إشادة الرئيس الأمريكي بإبداع نايف المطوع، حيث قال فيه: إنه ربما الأكثر إبداعاً من بين الآلاف من أصحاب المبادرات الجديدة الذين حضروا إلى القمة الرئاسية حول المبادرات، واعتبرت مجلة فوربس عمله واحداً من الظواهر العشرين الأكثر اكتساحاً في العالم!
على الرغم من كل ذلك، فإن البعض هنا لا يرى في إبداعه سوى أنه يحمل إهانة للإسلام على الرغم من تكرار نايف المطوع في أكثر من مقابلة حقيقة العمل، وكيف أنه يروج للفكر الإسلامي المتسامح والحقيقي!
فتاوى إهدار دم المفكرين تعني أننا نخشى الاختلاف ونهاب الكلمة ونرتعد خوفاً من الرأي الآخر، وكلها أمور لا تتناسب مع الفكر الإسلامي الحقيقي الذي أتى به محمد c والذي لم يأمر بهدر دماء الكفار بل قال مقولته الشهيرة وهو يدخل مكة منتصراً: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى