ملفات ساخنة

ليس من الإسلام!

ليس من الإسلام!

لن أضيف أكثر من تصريح وزيرة التربية، حين علقت على الضجة المفتعلة التي تثيرها جمعية المعلمين بقولها إن منصب مدير الجامعة هدف ثمين للتيارات الإسلامية! فقد قالت وأوفت بتصريحها!
قد تكون الفاضلة الدكتورة موضي الحمود أخطأت قليلاً في تصريحها هذا، وذلك بوصفها لهم بتيارات إسلامية، لأن الأصح القول التيارات المتأسلمة، أو تيارات الإسلام السياسي، لأننا جميعاً ولله الحمد نعتبر تيارات وجموعاً إسلامية، وليس جمعية المعلمين ومن وراءها فقط!
فليس من الإسلام التقاعس عن العمل، والإضراب ضد مصلحة الأبناء والطلبة، وليس من الإسلام التوغل إلى هذا الحد في الشأن السياسي والطموح الدنيوي البحت، وليس من الإسلام التنافس على “الكراسي الزائلة” كما جاء في وصف أحدهم للمناصب في وزارة التربية.
وليس من الإسلام الدعوة بغير الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، بدلاً من حمى التنابز بالألقاب والطعن في نوايا الغير وأدائهم، في سبيل تحقيق هدف قد يبدو في هيئته متواضعاً، لكنه في الحقيقة يعبر ويعكس مدى نفوذ وسلطة تيارات الإسلام السياسي المتنامية في الوسط التربوي! فالهدف من وراء الاعتصام وحملات الصحافة والإعلام وغيرها ليس في الدقائق التي أضيفت إلى دوام يوم الثلاثاء في المدارس، وإنما هو أبعد من ذلك بكثير! أو كما قالت وزيرتنا الفاضلة: الهدف هو ملء فراغ منصب مدير الجامعة على حد تعبيرهم، على الرغم من تصريح الوزيرة الواضح الذي تساءلت فيه عن صحة هذا الادعاء، خصوصاً أن في الجامعة 14 عميد كلية على رأس عملهم، من بينهم 3 عمداء انتهت مدتهم القانونية، فتم تمديد تكليف اثنين منهم، والأخير كُلف مساعده بإدارة شؤون العمادة إلى حين تكليف عميد يتولى شؤون العمادة!
لقد دخلت تيارات الإسلام السياسي الجامعة من باب اتحاد الطلبة، وبدأت في تنفيذ أجندة واحدة لا غير، حملتها كل هذه السنوات، وأصرت عليها بحماس غريب لا لشيء وإنما لإثبات حجم نفوذها، كبر الطلبة الذين ارتكبوا أول حادثة عنف في تاريخ الجامعة في عام 1970 حين دخلت جموع تيارات الإسلام السياسي حرم الجامعة في الخالدية وبثت الذعر والخوف في نفوس الطلبة، متسلحة بكلام هابط وتهديد غريب وطارئ على الجامعة وطلبتها آنذاك!
لقد كانت معركتهم الأولى حينذاك ولا تزال “الاختلاط”، وحين كبر الطلبة الذين شاركوا في عنف 1970 وفيما أصبح يعرف بمعركة الاختلاط، وأصبحوا رجال سياسة ومال ونفوذ، حملوا مشروعهم الأول إلى مجلس الأمة الذي أقر وبكل أسف قانون الاختلاط الذي كان الطعنة الأولى في الجسم التعليمي، خصوصاً التعليم العالي والجامعة منه!
قطعاً ليس من الإسلام تخريب مؤسسة في سبيل تحقيق وإثبات موقف ومشروع، وأيضاً ليس من الإسلام نبذ الوزيرة الفاضلة لأنها تحمل فكراً ليبرالياً وتريد أن تكيف الجامعة والتطبيقي بمن يناسبها من الفكر التحالفي، وذلك بحسب ادعاء أحدهم! فالإسلام الصحيح حث على الاستجارة بالقوي الأمين، ليبرالياً كان أم تحالفياً، أم من إخواننا في الإسلام السياسي!
الحديث عن شجون الجامعة يطول، وفي المقالة القادمة سنشرح للقارئ العزيز بعضاً من تبعات برنامج الإسلام السياسي لمنع الاختلاط الذي يعاني منه الطلبة ومن جميع التوجهات!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى