ملفات ساخنة

لماذا يكره الإخوان عبدالناصر؟

لماذا يكره الإخوان عبدالناصر؟

في خبر يدعو إلى البهجة، أعلنت فيه الأحزاب الناصرية في مصر الاندماج في حزب سياسي واحد تحت اسم الحزب الناصري، حيث بحث الحزب الجديد الموحد، مع مجموعة من الأحزاب الليبرالية، خطوات التصعيد ضد هيمنة الإخوان المسلمين على عملية كتابة الدستور.
معركة عبدالناصر ضد الإخوان المسلمين هي معركة قديمة أعادتها إلى الصدارة ديكتاتورية الإخوان، ومحاولتهم فرض برنامجهم ومشروعهم على دستور وشأن أهم دولة عربية.
الإخوان لا يتوقفون عن التذكير دائماً بـ “عنف” و”ديكتاتورية” و”نبذ” عبدالناصر لهم في ستينيات القرن الماضي، حتى أصبحت قضية اعتقالاتهم ونفيهم أيام عبدالناصر أشبه بهولوكوست اليهود، والذي لايزال يُستخدم كورقة لجلب العطف والتعاطف معهم.
عبدالناصر لم يعادِ الإخوان ولم يعتقلهم، لأنه اختلف معهم في الرأي والرؤية، وإنما جاءت اعتقالاتهم إثر أعمال إرهابية إخوانية هددت أمن البلد، من خلال اغتيالهم عدداً من الشخصيات القضائية والرموز السياسية، هذا بخلاف تدميرهم آنذاك وحرقهم للعديد من دور السينما والمسارح واستديوهات التسجيلات الغنائية.
حادثة أشار إليها الكاتب أحمد الحبيش في مقال له بعنوان “لماذا يكره الإخوان المسلمون جمال عبدالناصر؟”، نوردها هنا، لنؤكد أن نهج الإخوان لم يتغيَّر حتى الآن.
تقول الحادثة: كان الإخوان حريصين منذ اليوم الأول لقيام الثورة على تحريض مجلس قيادة الثورة ضد الأحزاب، وتكوين قناعة بضرورة حلها، وعندما اقتنع قادة الثورة بعدم قدرة الأحزاب على تحقيق التغيير الذي يحتاجه الشعب، بسبب فسادها وترهلها، طلبت وزارة الداخلية من الأحزاب أن تقدم إخطارات عن تكويناتها، فكان أن قدَّم المرشد العام إخطاراً رسمياً بأن الإخوان جمعية دينية دعوية، وأن أعضاءها لا يعملون في المجال السياسي، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحُكم كالانتخابات، نافياً أن يكون ذلك من بين أهداف جماعة الإخوان المسلمين. الأمر الذي جعل قانون حل الأحزاب لا ينطبق على الجماعة، لكن، وبعد أربعة أشهر فقط حضر وفد من الجماعة إلى مكتب عبدالناصر، مطالباً بعرض جميع القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد، لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها، فكان رد عبدالناصر: “لقد قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل وصاية من الكنيسة أو ما شابهها”.
تفاصيل أخرى كثيرة أوردها الكاتب في مقاله هذا تؤكد أن نهج الإخوان لم يتغيَّر، وأن مراوغاتهم السياسية لاتزال كما هي، فتارة هم محايدون ولا يطمحون لرئاسة ولا لمجلس شعب، وتارة أخرى هم من يحدد مصير أمة بأكملها.
الإخوان لايزال هاجسهم عبدالناصر، ولاتزال جهودهم مستمرة لإنكار مسيرة رمز من أهم الرموز العربية، رمز استطاع أن يجمع شمل العرب، وأن يُدخل مفهوم الكرامة إلى كل بيت عربي. فماذا فعل الإخوان في المقابل، بخلاف الاغتيالات والتآمر والتحالف مع الغرب، بعكس مصلحة شعوبهم، حتى أن أحد السياسيين البريطانيين قال يوماً إنه، ومهما بلغ خطر الإخوان على مصالحنا، فإنه لن يُشكل ربع ما كان فِكر عبدالناصر يشكِّله من خطر حقيقي.

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى