ملفات ساخنة

لا لعبود الزمر

لا لعبود الزمر

استُقبل عبود الزمر، العقل المدبر لعملية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، استقبال الأبطال إثر خروجه من السجن! الزمر اليوم يسعى إلى طرح نفسه وفكره سياسياً، في إشارة إلى عودته إلى الساحة، خاصة بعد أن برر لجوءه إلى العنف في عملية الاغتيال بكونها مسألة طارئة فرضتها ظروف غياب الديمقراطية عن مصر آنذاك!
نتمنى ونحن في فجر ثورات الخلاص العربية، وحركات التحرر باتجاه الديمقراطية، نتمنى أن نكون أكثر فطنة لما يتعلق بهويات بعض الطامحين لملء الفراغ الذي نتج عن انهيار أنظمة سياسية عربية كانت شبه خالدة! وإذا كان من حق شخص كعبود الزمر أن يمارس نشاطه السياسي، وذلك وفقاً للنهج الديمقراطي الحر، فإن من حقنا، بل ومن واجبنا كشعوب، أن نكون أكثر حذراً بالنسبة لكل ما من شأنه تشويه أو إجهاض الفكر والنهج الديمقراطي الصحيح والقائم أساساً على مبدأ الحريات، ولا شيء غيرها!
عبود الزمر ونهجه يتناقضان وبشكل واضح مع ما تدعو إليه ثورات الشباب، فهو – أي عبود الزمر – ينتمي إلى الخطاب الديني المتشدد الذي يقوم على تكفير المجتمع والحاكم، بل وكل المجتمعات والحكام والأنظمة القائمة! هو فكر يرى أن التكفير إلى جانب الحاكمية والنص هما الأساس في أي عملية إصلاح سياسي، وأنه وحده الذي يملك الحق في أن يتجاوز كل المعوقات المعرفية ليصل إلى القصد الإلهي الكامن في النصوص القرآنية!
كما أنه كفكر يرفض جميع اجتهادات العقل البشري في تحليل أي ظاهرة اجتماعية أو سياسية، بما في ذلك الديمقراطية! وهو بذلك يرى أنه وحده من يملك الحقيقة، فلا يقبل الخلاف في الرأي.
ويرد أسباب كل المشاكل السياسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى عزل الإسلام وإقصائه عن الواقع، فيرى أن الإسلام هو فقط الحل!
تيارات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التكفير والهجرة المنتمي إليها عبود الزمر، ستسعى حتماً لأن تقفز وتملأ الفراغ الذي أحدثه غياب الحزب الوطني (الحاكم سابقاً) وانهزامه في مصر، فتلك هي فرصتهم الذهبية التي طالما “ناضلوا” واغتالوا لتحقيقها، لكن الأمل يبقى في عهدة شباب الثورة الذين يصرون على رفض كل شعارات الإسلام السياسي، سواء في ثورة مصر أو في غيرها من الثورات!
هذا الشباب لن ينخدع بتلميع بعض الفضائيات لعبود الزمر وغيره من قيادات الإسلام السياسي، فالثورات الشبابية اليوم هي ثورات حرية بالدرجة الأولى، وهي – أي الحرية – لا تزال مغيبة عن أجندات وبرامج جميع تيارات الإسلام السياسي!
فلا وألف لا لعبود الزمر، ولا وألف لا لكل ما من شأنه إلغاء العقل والمنطق ورفض الخلاف والتعددية.

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى