شئون عربية

قضية الأحواز المنسية!

قضية الأحواز المنسية!

• متى تسترجع الذاكرة العربية هذه القضية؟!
التقيته في بلاد غريبة، شاب من “الأحواز” حدثني، وبالتفصيل عن قضيته، قضية “الأحواز” المنسية!
تسكن “الأحواز” قبائل عربية متنوعة، وعاصمتها هي “المحمرة”، لكنها اليوم أرض عربية محتلة، لا يثير مسألة احتلالها أحد، وذلك بفعل التحالفات السياسية في المنطقة!
يقول تاريخ الاحتلال الإيراني للأحواز إن الجيش الإيراني دخل مدينة المحمرة بتاريخ 1925 لإسقاطها وإسقاط آخر حكامها العرب، وهو خزعل جابر الكعبي. والمثير في الأمر هنا أن تغيير البنية السكانية والثقافية لهذه المنطقة العربية قد بقي بمعزل عن النقد أو الحوار أو حتى التطرق إعلامياً إلى القضية الأحوازية! على الرغم من محاولات إيران، وحتى اليوم زيادة نسبة غير العرب في الأحواز وتغيير الأسماء العربية الأصلية للمدن والبلدات، بل حتى الأنهار، فعلى سبيل المثال غُيِّر اسم “المحمرة” إلى “خرم شاه”، وميناء خور عبدالله أصبح ميناء “بندر شاهبور”، بل حُرِّف اسم الأحواز ليصبح “الأهواز”، وفقاً للأبجدية الفارسية! بينما حُرِّم لباس الزي العربي، وجُرِّد الشعب الأحوازي من السلاح!
مشكلة “الأحواز” أنها تقع ضمن تحالفات إقليمية حرجة ودقيقة، فإثارة قضية احتلال “الأحواز” تعني معاداة إيران بشكل مباشر. وتلك مسألة بحاجة إلى حسابات دقيقة، خاصة في المرحلة الحرجة، التي تعبر بها المنطقة اليوم بشكل عام. المشكلة الأخرى للأحواز أنها غنية جداً بالنفط والغاز، وتمتاز أرضها بالخصوبة الزراعية، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، مما يجعلها مغرية جداً، خاصة للمتصارعين على النفوذ والثروة في المنطقة!
المؤسف أن المقاومة الأحوازية هي الأخرى مغيّبة إعلامياً وبشكل كبير! فعلى الرغم من أن المقاومة داخل الأحواز قد اشتعلت بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على احتلال الأحواز في 20 أبريل 1925، إلا أن أخبارها لم تصل إلى المواطن العربي بشكل منصف، فهنالك 15 انتفاضة وثورة أحوازية، وهنالك الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز التي قامت بأكثر من مئة عملية عسكرية، وقدمت عشرات الشهداء، إلا أن اتفاقية الجزائر التي وقعها شاه إيران مع صدام حسين وأحمد حسن البكر، انعكست سلباً على النشاط الثوري الأحوازي، فأدت إلى تجميده!
في العاشر من يناير عام 2013، عقد في القاهرة المؤتمر الأول لنصرة الشعب العربي في الأحواز، فهل يشكل مثل هذا المؤتمر انطلاقة لوضع قضية الأحواز تحت المجهر الشعبي والإعلامي العربي؟! نأمل ذلك، لعل الذاكرة العربية تسترجع قضية الأحواز العربية المنسية!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى