ملفات ساخنة

قبس من تاريخ الجماعة

قبس من تاريخ “الجماعة”

“من يظن أن الرئيس السيسي سيعود من أمريكا بقرار يعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية فهو واهم”، هكذا تحدث القيادي الإخواني المنشق والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إلى جريدة “الجريدة”، مؤكداً أن الخوف على المصالح الأمريكية في المنطقة يجعل واشنطن متمسكة بالجماعة كحليف استراتيجي في المنطقة، على الرغم من أن واشنطن تعلم أنهم موجودون بشكل مسلح في 5 دول محورية (ميليشيات حماس في فلسطين، ميليشيات فجر ليبيا، ميليشيات الجيش الحر في سوريا، حزب الدعوة المسلح في العراق، وحزب الإصلاح المسلح في اليمن).
العلاقات الحميمة بين الغرب والجماعات المتطرفة هي علاقات تاريخية تمتد جذورها إلى نشأة الإخوان في مصر عام 1928، وهو ما كشف عنه الكاتب مارك كيرتس في كتابه المثير “العلاقات السرية: تحالف الأصوليين مع الغرب”، حيث يسرد فيه الكاتب خيوط الارتباطات السرية بين الإنكليز والإخوان المسلمين منذ النصف الأول من القرن الماضي، ومدى قوة العلاقات التي توطدت بينهم بالتمويل والتخطيط لإفشال الثورات في المنطقة العربية، وإثر هجمات 7 يوليو 2005 في لندن، يذكر مارك كيرتس بأن أسباب الهجوم لا تعود إلى الحرب على العراق، وإنما هي أعمق بكثير، فهي ناتجة عن شبكة من العمليات البريطانية السرية مع الجماعات الإسلامية المتشددة والممتدة عبر السنوات، وإذا كان الإرهاب اليوم يمثل التحدي الأمني الأكبر لبريطانيا، فإن تواطؤ الحكومة البريطانية مع الإسلام الأصولي لا يزال مستمراً!
مارك كيرتس يرى في كتابه هذا أن لندن دائماً ما اعتبرت الحركات الإسلامية أفضل من العلمانيين والحركات القومية.
شخصياً، أتذكر جيداً مشهداً ظهر في الجزء الأول من مسلسل “الجماعة” منذ سبعة أعوام تقريباً، وذلك قبل أن يمنع نفوذ “الجماعة” في مصر عرض الجزء الثاني، الذي سيعود عرضه في رمضان المقبل، المشهد يستعرض حواراً بين مسؤولين في السفارة البريطانية في مصر، حيث عبر أحدهم عن قلقه من ازدياد نفوذ حسن البنا، فجاءت إجابة مرافقه بأن السلطة والمال سيجعلانا نتحكم به!
وقد ورد في كتاب مارك كيرتس أمراً مشابهاً لذلك، وذلك حين استعرض الكاتب مراسلات بين السفارة البريطانية في مصر ووزارة الخارجية في لندن، حيث أشارت إحدى المراسلات إلى “تخوف” من ازدياد نفوذ الجماعة، فكان الرد بأنه ومهما زاد نفوذها، فإنها لن تشكل خطراً كالخطر الذي يشكله فكر عبدالناصر على مصالحنا في المنطقة. فبعد ثورة 1952 زاد اقتناع بريطانيا بالإخوان كمعارضة مفيدة لهذا النظام ذي التوجهات القومية العربية!
لقد تجول مارك كيرتس في عشرات الآلاف من الوثائق السرية قبل نشر كتابه، ومن ضمنها وثيقة تشير إلى اتصالات سرية مع جماعة الإخوان إبان الاعتداء الغاشم في 1956.
قطعاً إن جماعة الإخوان هي أقوى من العديد من الحكومات، فكل المؤشرات تدل على ذلك، وما حدث في الكويت في الأسبوع الماضي ما هو إلا واحد من هذه المؤشرات!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى