ملفات ساخنة

فتوى الضابط والضابطة!

فتوى الضابط والضابطة!

تيارات الإسلام السياسي مصرة على أننا في الكويت نفتقد الأخلاق والعفة والأدب، وبالتالي فنحن بحاجة إلى محاكم تفتيش ووصاية ورقابة من أصحاب الذقون الطويلة وحدهم، وليس من الدولة بمؤسساتها! فتارة هم يرجمون المحصنات فيتهمون حفلاً لأسرة كويتية بكونه حفلاً للبويات والجنوس، ويحركون وزارة الداخلية التي هبت مذعورة من تهديد أصحاب اللحى الطويلة واقتحمت الحفل لتجد أنه حفل عادي لأسر كويتية محترمة!
ثم خرجوا من جديد بحكاية الضابط والضابطة الوهمية، حين اتهموهما بتجاوزات قانونية وأخلاقية لدى عودتهما على الطائرة القادمة من القاهرة، وبأنهما قد حملا الخمور معهما! ليتضح في ما بعد أن كل ما فبركه أصحاب اللحى لا يعدو كونه أخباراً ملفقة وادعاءات كيدية، لأن الضابطة صارمة وشديدة في عملها، وقد سجلت بحق المخطئين والمتقاعسين بأداء التحية العسكرية لها أكثر من 15 انضباطية عسكرية، وأن هؤلاء قاموا بدورهم بفبركة كل ما قيل ونشر عنها وعن زميلها الضابط!
مشكلة تيارات الإسلام السياسي أنها لا تحسن لغة الحوار، ولا تؤمن بأدوات الاختلاف الحضارية، وهي كثيراً ما تفرط في “التجسس” على شؤون الناس وأمورهم بحجة رعاية الفضيلة والأخلاق، وبدعوى قوامتهم على الناس، لكونهم أهلاً للإسلام دون غيرهم! ولعل في مقالة السيد نبيل العوضي التي قذف بها كل من يؤمن بغير فكره ونهجه، وما حوته من ألفاظ وكلمات نترفع هنا عن الإشارة إليها، خير دليل على تدهور لغة الإسلام السياسي بشكل عام!
أصحاب الحفل الذين اتهمهم زوراً السيد هايف، وعدوا بأنهم سيلجأون إلى القضاء لرد الاعتبار لهم، وهو ما نتمنى أن يكون قد حدث بالفعل. على اعتبار أننا دولة مدنية لها قوانينها ومحاكمها وقضاتها الذين يحكمون بالعدل. والشيء نفسه حصل مع المتضررين من المقال البشع للسيد نبيل العوضي، الذين قالوا كذلك إنهم سيلجأون إلى قضاء الكويت المدني والنزيه!
فتجاوز الإسلام السياسي جميع الخطوط، حمراء كانت أم صفراء، هو بسبب تهيب البعض من مقاضاة “شيوخ” وملتحين متذرعين-وبكل أسف- بالدين الذي هو – قطعاً- براء من أساليبهم الغليظة ولغتهم الفظة!
لقد نزل القرآن منذ أربعة عشر قرناً ودانت له البشرية واتبعه الملايين، ونحن في الكويت مسلمون، نقرأ القرآن، ونصوم رمضان، وندرك جيداً نواهيه ومبيحاته، ونعلم رحمة الله التي جعلت خير الخطّائين التوابين، وقد حان الوقت لان يلتزم أهل الدين بالدين، وأن ينخرط أهل السياسة في همومها!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى