شئون عربية

العالم العربي.. قنبلة موقوتة!

العالم العربي.. قنبلة موقوتة!

هل سيبدأ التغيير من تونس؟ سؤال تطرحه كل المدونات العربية! وبغض النظر عن الآراء بهذا الصدد، فإن الأغلبية تجمع على أن “ثورة الياسمين” في تونس قد أعادت الثقة للمواطن العربي، فيما يتعلق بدوره في إحداث التغيير، كما أنها- أي “انتفاضة الياسمين”- قد أبطلت مفعول الترهيب والتحذير من التغيير اللذين طالما روجت لهما أنظمة الحكم العربية، وبلا استثناء! خاصة في ظل محاولات التغيير في المنطقة، التي أفرزت أوضاعاً أسوأ مما سبقها، وكما هي الحال في العراق وإيران!
ومثلما أضفى نظام صدام حسين شرعية غير مقصودة على الأنظمة العربية، وذلك حين أصبحت المقارنة بين حاكم دكتاتور دموي، وآخر دكتاتور ولكن بدون دماء، أو بدموية معقولة! كذلك كانت الحال مع الأوضاع في العراق، وحيث بدأ الإعلام العربي، وبشكل مكثف، في إشاعة أن الفوضى والدمار هما مصير أي محاولة للتغيير، وأن الاستسلام لنظام مهما بلغت درجة عنفه ودمويته أفضل بكثير من الغوص في مجاهل التغيير!
هنالك ولاشك قضايا وأسباب عديدة ومركبة للأحداث التي أعقبت سقوط صدام حسين، أهمها على الإطلاق غياب الحنكة من الخطاب السياسي الأمريكي، وجهل السياسة الأمريكية بطبيعة المجتمع العراقي المعقدة! لكن التغيير بحد ذاته ليس سبباً لما حدث في العراق، بل إن العكس هو الصحيح هنا! فالتدهور الذي حدث بعد سقوط صدام حسين هو سبب تأجيل التغيير وغياب آلياته تحت سنوات طويلة من العنف والدموية والبطش!
فالمجتمعات التي تخضع للعنف وللبطالة، وللاعدالة لسنوات طويلة، تكون أشبه بالقنبلة الموقوتة المليئة بالمسامير المدمرة! وهو أمر يكاد ينطبق على أغلب دول العالم العربي المكتظ بجيوش العاطلين عن العمل من الشباب الخريجين، والواقع تحت معدلات تضخم في أسعار المواد الغذائية، وشح هائل في الموارد، وانتشار مخيف لأجهزة الاستخبارات القمعية! مما يجعلها عرضة لعنف التغيير الذي تفرضه سنوات القمع الطويلة وكما حدث في العراق!
التغيير هو مسألة حتمية وليست خياراً، فهو (أي التغيير) يبقى الحقيقة الوحيدة غير القابلة للنقض! وكلما كانت التراكمات محبطة ومؤلمة كان التغيير أكثر عنفاً! وسواء كان في العراق أو سوريا أو مصر أو أي دولة أخرى فوق الخارطة العربية، فإن حجم التراكمات قد وصل إلى فوهة الانفجار، كانت البداية من تونس، لكن تداعيات الدومينو لن تتوقف عندها قطعاً!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى