شئون دولية

الرعب النووي!

الرعب النووي!

هل فعلاً أصبح العالم مهدداً بدمار نووي قد تثيره أيّ من الجماعات المسلحة غير النظامية، أو حتى أي من الدول المتصارعة؟!
حقيقة الخطر النووي يجيب عنها الرجال الذين كانوا وراء التقنية النووية المستخدمة في الحروب، ففي الأشهر التي أعقبت استسلام اليابان إثر قنبلتي هيروشيما وناغازاكي في عام 1945، أعلن كل من ألبرت آينشتاين، وروبرت أوبنهايمر، ونيلز بور عن تأسيس اتحاد علماء النووي الأمريكي، وكان الهدف منه حينها تثقيف رجال السياسة الأمريكيين بما يتعلق بالسلاح النووي! وتصحيح المفهوم الخاطئ حينها بأن الولايات المتحدة هي وحدها التي تملك القدرة والتكنولوجيا لبناء سلاح نووي! فالهاجس الذي كان يؤرق أولئك العلماء هو أن تفجير القنبلة فوق هيروشيما قد غير من حسابات كثيرة، وأن هنالك دولاً أخرى كثيرة بعضها صديق للولايات المتحدة وبعضها عدو، ستكون بإمكانها تحقيق مشروع مماثل!
في كتابه “البازار النووي” يتناول وليام لانغفايسش تفاصيل مثل هذا التحذير الذي أطلقه اتحاد العلماء هذا، ومن أن العهد النووي قد بدأ، وأن خطورة ذلك تتطلب حزماً ومراقبة دولية لوقف الحروب، لأن التكلفة في ظل تكنولوجيا السلاح النووي، هي تكلفة ستدفع فاتورتها البشرية جمعاء، وليس أمة واحدة!
أكثر من ستين عاماً مضت منذ أول تجربة نووية فعلية وخارج أسوار المعامل والمعادلات الحسابية والفيزيائية.
ستون عاماً مضت، والعالم لا يزال يجتر بشاعتها وعنفها! لكن تلك التجربة ورغم بشاعتها لم تجعل العالم بدوره يعيد النظر في مخاطر التسلح النووي، بل لقد تفاقمت المخاطر مع دخول العديد من الدول المتصارعة مجال التسلح النووي، ومع تزايد فرصة الجماعات المسلحة غير النظامية في الحصول على التكنولوجيا، خاصة في ظل ترسانة السلاح والتقنية التي خلفها تفكك الاتحاد السوفيتي!
منذ خمس سنوات، انتجت هوليوود فيلماً يتناول واحداً من أكثر الاحتمالات رعباً، وهو إمكانية حصول أي من الجماعات المسلحة الإرهابية على سلاح نووي!
الفيلم يصور أحد الإرهابيين الذي يقوم بشراء قنبلة نووية من أحد تجار السلاح، الذين يتاجرون بمخلفات الحروب، ثم ينقلها إلى الولايات المتحدة، لتحدث الكارثة هناك إثر تفجيرها!
فكرة الفيلم لا تزال في خانة الخيال العلمي، فخبراء السلاح لا يتصورون إمكانية ذلك، لأن السلاح النووي يحتاج إلى صيانة مستمرة ليبقى فاعلاً. وبالتالي فإن فكرة حصول أي جهة إرهابية على قنبلة نووية سواء من مخلفات الترسانة الروسية أو غيرها، لا تزال فكرة غير واردة واحتمالاً بعيداً، لكن ذلك لا يلغي احتمال حصول جماعة إرهابية على التكنولوجيا وتوظيفها!
فالعالم اليوم دخل حقبة الصراع النووي، وكما حذر آينشتاين، منذ ستين عاماً، ولن يطفأ فتيل الخطر إلا بإقامة حكومة دولية مستنيرة ومدركة لمنابع الخطر!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى