شئون عربية

الإخوان يتسلَّقون القضية الأحوازية العادلة

الإخوان يتسلَّقون القضية الأحوازية العادلة

• عمر القضية الأحوازية يناهز عمر الإخوان ولم يحدث أبداً أنهم تبنّوا هذه القضية.
كما توقعنا، يحاول البعض استخدام ورقة قضية الأحواز العادلة لخدمة مصالحه المرحلية، وكورقة ضغط يلوح بها في وجه أعدائه!
فها هو النائب السابق (الإسلامي) وليد الطبطبائي يدعو لإعلان حكومة منفى لدولة الأحواز، وذلك أثناء مؤتمر النضال الأحوازي، الذي عُقد في مدينة لاهاي بهولندا، وإعلان برلمان أحوازي في المنفى!
أما الإخوان المسلمون فقد قفزوا ليتعلقوا بالورقة الأحوازية، ويقوموا بتأسيس فرع لجماعتهم في الأحواز!
الأحواز أرض عربية محتلة من قبل إيران، ومنذ أكثر من تسعين عاماً، أي إن عمر القضية يناهز عمر جماعة الإخوان! ولم يحدث أبداً، ولا في أي مرحلة سابقة من نشاط الإخوان وعنفوانهم، أن تبنّوا القضية الأحوازية كقضية عربية عادلة، خصوصاً أن الوثائق والتاريخ تؤكد أن الإخوان المسلمين لم يجدوا في الثورة الإيرانية وقدوم الخميني تهديداً لهم، بل على العكس تماماً فقد مدّوا أياديهم للثورة الخمينية، على أمل أن تساندهم يوماً ما في تحقيق حلمهم في إقامة دولة الإخوان، وتنفيذ مشروع التمكين بالكامل! بل وحتى حينما وصل الإخوان إلى نصف مشوار التمكين، وحصل مرسي الإخواني على رئاسة مصر، وبالرغم من حالة الوئام التي عبّر عنها الإخوان من خلال الرئيس المعزول مرسي لإيران، فإن مثل هذا التوافق المصري – الإيراني حينها لم يتطرق إلى قضية الأحواز كقضية عربية عادلة ومستحقة!
المراقبون يرون أن إقحام قضية الأحواز العادلة في المشروع الإخواني، وبهذا الشكل العاجل، يحمل احتمالين، الأول أن الإخوان يريدون استقطاب الشعب الأحوازي بكونهم “مناضلين” لحماية حقوقه، أما الثاني فهو الاحتمال الأقرب، والذي تؤكده طبيعة العلاقة الإخوانية – الإيرانية الأليفة، والذي يهدف إلى تمييع القضية الأحوازية العادلة ونضالاتها، بتحويلها إلى طرف في الصراع مع إيران، والذي يسود المنطقة بأكملها!
قضية الأحواز قضية عربية عادلة، طالما تردد العرب عن دعمها لأسباب تتعلق بعدم وجود مظلة تمثل القضية الأحوازية! مثل هذا الزعم أصبح مرفوضاً بعد أن أصبح للأحوازيين مظلة صلبة ونضال أكثر صلابة، ومؤتمرات تحتضنها دول تمارس العدالة بصدق كمؤتمر لاهاي الأخير!

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى