الأدب والثقافة والفنقضايا الوطن
الأيدي القذرة

جان بول سارتر، فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي وناشط سياسي، درس الفلسفة في ألمانيا، أثناء الحرب العالمية الثانية. وحين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة السرية.
مزج سارتر، الفلسفة بالسياسة بشكل مشوق، فجاءت مسرحياته ورواياته عبقة بأحداث وثقافة الحرب العالمية الثانية وما بعدها، لكن تبقى لمسرحيته الشهيرة “الأيدي القذرة” مكانة أدبية وفلسفية، لا يزال مغزاها معاصراً وحاضراً.
تدور أحداث المسرحية حول شاب متحمس سياسياً، يسعى للتسجيل في أحد الأحزاب السرية، وبالفعل ينجح في دخول الحزب ويصبح فاعلاً، حيث أخذ يحضر اجتماعات الحزب السرية. وفي واحد من تلك الاجتماعات يدور النقاش داخل الحزب حول أحد الزعامات السياسية، التي رأى الحزب ضرورة اغتيالها، فيتطوع ذلك الشاب وبحماس للقيام بالمهمة، تتوالى الأحداث فيما بعد، ويتم تجهيز الشاب ليقوم بالفعل باغتيال ذلك السياسي! بالطبع يتم اعتقاله وسجنه لأكثر من عشرين عاماً. تمكن الحزب خلالها من تسلم زمام الحكم! يخرج الشاب فيما بعد من السجن ويتجول في مدينته، ليفاجأ بتمثال في وسط المدينة لذلك الزعيم الذي قام هو باغتياله، وحين سأل عن السبب كانت الإجابة صادمة بالنسبة له، فإبقاء التمثال كان “ضرورة” تقتضيها المرحلة! أو هكذا كان تبرير الحزب! أما هو، أي ذلك الشاب، فقد أطلق صرخة معلناً فيها: “لم أعد صالحاً للاستعمال”!
كان “سارتر” يريد التركيز على حقبة التطرف التي كانت سائدة في سنوات الحرب العالمية الثانية، استعرضها في أكثر من عمل، منها مسرحية “الأيدي القذرة”، فالمسرح كما كان يقول “سارتر” لا يتعامل مع الواقع، وإنما مع الحقيقة فقط، بعكس السينما التي تستعرض الواقع الذي يحتوي على لحظات فقط من الحقيقة!
مسرحية “الأيدي القذرة” كما أرادها سارتر، تلخص مغزى المعركة بين الكذب والحقيقة، فالشاب هوغو، في المسرحية كان ضحية لتلك المعركة، وذلك حين هجر جذوره البرجوازية وانضم إلى معسكر الجماهير العاملة باسم عدالة الطبقات الاجتماعية، ليغتال فيما بعد زعيمه المفضل باسم الكذب، وليكتشف بعد عشرين عاماً من السجن أن “الضرورات السياسية” دفعت حزبه للإبقاء على تمثال الزعيم الذي اغتاله (هوغو)!
مثل هذا المغزى الذي أثاره “سارتر” في مسرحيته هذه، وبغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معه، يبقى حقيقة نعيشها ونشاهدها كل يوم!
مزج سارتر، الفلسفة بالسياسة بشكل مشوق، فجاءت مسرحياته ورواياته عبقة بأحداث وثقافة الحرب العالمية الثانية وما بعدها، لكن تبقى لمسرحيته الشهيرة “الأيدي القذرة” مكانة أدبية وفلسفية، لا يزال مغزاها معاصراً وحاضراً.
تدور أحداث المسرحية حول شاب متحمس سياسياً، يسعى للتسجيل في أحد الأحزاب السرية، وبالفعل ينجح في دخول الحزب ويصبح فاعلاً، حيث أخذ يحضر اجتماعات الحزب السرية. وفي واحد من تلك الاجتماعات يدور النقاش داخل الحزب حول أحد الزعامات السياسية، التي رأى الحزب ضرورة اغتيالها، فيتطوع ذلك الشاب وبحماس للقيام بالمهمة، تتوالى الأحداث فيما بعد، ويتم تجهيز الشاب ليقوم بالفعل باغتيال ذلك السياسي! بالطبع يتم اعتقاله وسجنه لأكثر من عشرين عاماً. تمكن الحزب خلالها من تسلم زمام الحكم! يخرج الشاب فيما بعد من السجن ويتجول في مدينته، ليفاجأ بتمثال في وسط المدينة لذلك الزعيم الذي قام هو باغتياله، وحين سأل عن السبب كانت الإجابة صادمة بالنسبة له، فإبقاء التمثال كان “ضرورة” تقتضيها المرحلة! أو هكذا كان تبرير الحزب! أما هو، أي ذلك الشاب، فقد أطلق صرخة معلناً فيها: “لم أعد صالحاً للاستعمال”!
كان “سارتر” يريد التركيز على حقبة التطرف التي كانت سائدة في سنوات الحرب العالمية الثانية، استعرضها في أكثر من عمل، منها مسرحية “الأيدي القذرة”، فالمسرح كما كان يقول “سارتر” لا يتعامل مع الواقع، وإنما مع الحقيقة فقط، بعكس السينما التي تستعرض الواقع الذي يحتوي على لحظات فقط من الحقيقة!
مسرحية “الأيدي القذرة” كما أرادها سارتر، تلخص مغزى المعركة بين الكذب والحقيقة، فالشاب هوغو، في المسرحية كان ضحية لتلك المعركة، وذلك حين هجر جذوره البرجوازية وانضم إلى معسكر الجماهير العاملة باسم عدالة الطبقات الاجتماعية، ليغتال فيما بعد زعيمه المفضل باسم الكذب، وليكتشف بعد عشرين عاماً من السجن أن “الضرورات السياسية” دفعت حزبه للإبقاء على تمثال الزعيم الذي اغتاله (هوغو)!
مثل هذا المغزى الذي أثاره “سارتر” في مسرحيته هذه، وبغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معه، يبقى حقيقة نعيشها ونشاهدها كل يوم!
