أماني كيسنجر

أماني كيسنجر
في حوار قصير مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، يلخص فيه رؤيته للأوضاع السياسية في العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط! وحيث يشير إلى الصراع الدائر الآن بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، مؤكداً أن إيران ستكون المسمار الأخير في النعش، خصوصاً أن إيران تشكل هدفاً استراتيجياً لإسرائيل!
كيسنجر يرى أن الولايات المتحدة قد سمحت للصين بمضاعفة قوتها العسكرية، وأعطت روسيا الفرصة للنهوض من كبوة الاتحاد السوفيتي، وهي – أي الولايات المتحدة – قد أعطت كلا الدولتين إحساساً زائفاً بالقوة والتفوق سيؤدي إلى نهايتهما.
الحرب المقبلة، وفق رؤية كيسنجر، ستكون شرسة للغاية، وسيكون الانتصار من نصيب قوة عظمى واحدة، الولايات المتحدة. وهو أمر يدفع الاتحاد الأوروبي إلى محاولة إنجاز الدولة الأوروبية العظمى بسرعة، لأنهم يدركون طبيعة المقبل من الأحداث!
كان النفط، ولايزال، المحرك الأول في الصراع بالنسبة إلى كيسنجر، فهو الذي قال حين قطع العرب إمدادات النفط في عام 1973 إن العرب يجب ألا يستخدموا سلاح النفط سياسياً! ويكرر كيسنجر رؤيته هذه في هذا الحوار، حيث يقول إن السيطرة على الأمم لا تكون إلا بالسيطرة على النفط، تماماً كما تحقق السيطرة على موارد الغذاء سيطرة كاملة على الناس.
يواصل كيسنجر حديثه قائلاً إن القوة العسكرية الأمريكية استطاعت أن تسيطر على سبع دول بمواردها في الشرق الأوسط، وبقيت إيران التي ستُرجح حتماً كفة الميزان!
والسؤال هو: إلى متى ستبقى روسيا والصين مجرد متفرجين؟ وماذا سيكون دورهما حين تهب إسرائيل لقتل أكبر عدد ممكن من العرب؟! وهنا يأمل كيسنجر في أن حصيلة ذلك ستكون في امتلاك إسرائيل لنصف منطقة الشرق الأوسط! ومن فوق الركام ستبني القوة العظمى الوحيدة مجتمعاً جديداً، خصوصاً إذا ما أدرك الجميع حجم القوة العسكرية التي تتمتع بها الولايات المتحدة!
هذا اللقاء القصير أجراه ألفرد هاينز لمؤسسة غلوبل ريسيرش، واختار له عنواناً جاء على لسان كيسنجر في ذلك اللقاء: “إذا كنت لا تسمع طبول الحرب، فإنك حتماً أصم”!
الذين قرأوا هذا اللقاء القصير، احتاروا في تفسير وتبرير لهجة كيسنجر الطائشة، وفسروها بأن الرجل، إما أنه كان تحت تأثير الكحول عند إجراء اللقاء، أو أن عامل السن لعب دوراً، خصوصاً أنه قد شارف على التسعين عاماً!
هل كانت أمنيات تلك التي أفصح عنها كيسنجر في لقائه مع “غلوبل ريسيرش”، أم إنها حقائق وتوقعات قائمة على فرضيات ملموسة؟! أياً كانت، فهي تصريحات مهمة، تنذر بخطر داهم وشيك، سيضرب المنطقة بأسرها!


